السينما المصرية تنتج 25 فيلما مصريا فقط طول العام وإيراداتها دون المستوىمش أنا للنجم تامر حسنى أفضل فيل

محمد فودة,سينما,مصر,فتاة,30 مارس,الأولى,قضية,فيلم,عام 2021,محمد فودة يكتب,الجمهور,شاب,اليوم,الدراما المصرية,تامر حسنى

الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 20:53
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب:   الرابحون والخاسرون فى "سينما 2021"

محمد فودة يكتب:  الرابحون والخاسرون فى "سينما 2021"

◄السينما المصرية تنتج 25 فيلماً مصرياً فقط طول العام وإيراداتها دون المستوى

◄ "مش أنا" للنجم تامر حسنى أفضل فيلم على الإطلاق ويحتل الصدارة من حيث الإيرادات

◄  "النمس والإنس" و"البعض لا يذهب للمأذون مرتين" محاولات جادة لإرضاء المشاهدين  

◄  "المحكمة" و"عروستى" و"ماكو" و"موسى" و"قبل الأربعين" و"برة المنهج" و"وقفة رجالة" أعمال متوسطة القيمة والإيرادات

◄ "ديدو" و"ثانية واحدة" و"أحمد نوتردام" و"فرق خبرة" و"200 جنيه" و"30 مارس".. أبرز أفلام قائمة الأسوأ

تناولت فى مقالى السابق حال الدراما المصرية وما شهدته من تغيرات فى عام 2021، ولعل الدراما التليفزيونية فى السنوات الأخيرة شهدت رواجاً ملحوظاً أكثر من صناعة السينما، التى يقل إنتاجها عاما بعد الآخر.  إلا أنه فى عام 2021 شهدت السينما المصرية تجارب جيدة وأخرى رديئة، ومن بين 25 فيلمًا تم عرضها خلال العام تنوعت بين أعمال كوميدية ودرامية وأكشن، لمع وبرز اسم النجم تامر حسنى، ليكون فيلم "مش أنا" هو الأهم والأفضل بل والأكثر تميزًا فى عام 21، حيث حصد أعلى الإيرادات أثناء عرضه فى دور العرض السينمائية بشكل لافت للنظر حيث وصلت إلى نصف مليار جنيه فى سينمات مصر والعالم العربى فى سابقة هى الأولى من نوعها، وحقق بطل الفيلم تامر حسنى نجاحًا سينمائيًا جديدًا من خلال هذا العمل، الذى جاء مختلفا تماما عن جميع أفلام تامر حسنى السابقة، سواء فى الهدف أو التوجه، فالغالبية العظمى من الأفلام التى قدمها تامر حسنى من قبل كانت تحمل بداخلها نوعا من المتعة فى المشاهدة وخاصة المواقف الكوميدية وإدخال السرور على قلب المشاهد بينما فى فيلمه "مش أنا" قدم لنا فيلما يحمل هدفا نبيلا ويحث الشباب بشكل واضح وصريح على الطموح وتوجيههم بكل قوة نحو السعى الدءوب من أجل تحقيق ما يحلم به كل منهم حتى يشعر بقيمته فى الحياة وبالتالى يستطيع أن يقهر ويهزم الإحباط الذى ربما يكون قد تملكه فى لحظة ضعف إنسانى أو نتيجة ضغوط الحياة أو قسوة الظروف المعيشية الصعبة التى لا ترحم أبناء الطبقة الفقيرة، وللحق فإن تامر حسنى فى هذا الفيلم أثبت وهو يجسد على الشاشة شخصية هذا الشاب الفقير الذى تحاصره الهموم والمشاكل من كافة الاتجاهات أنه فنان قدير وممثل بارع وهنا تكمن قدرته على الإقناع وموهبته الفنية الكبيرة التى جعلته نجمًا فوق العادة وكأنه برع فى رسم ملامح الشخصية ككاتب وأبدع فى تجسيدها كممثل، وقدم صورة ورؤية مختلفة أضفى عليها روعة بسبب كوميديا الموقف، إضافة للقالب الإنسانى والاجتماعى، واستطاع تامر حسنى أن يتفوق على نفسه بعمل تفاعل مع الجمهور من مختلف الفئات والأعمار، ليكون الأول بلا منازع بل وفى المقدمة فى عام 2021.

وبعد فترة من التخبط عاد النجم محمد هنيدى للصدارة هذا العام بفيلمه "النمس والإنس" مع المخرج شريف عرفة والذى حقق من خلاله إيرادات بلغت 60 مليون جنيه فى شباك تذاكر السينمات بمصر، واستطاع محمد هنيدى أن يحقق العديد من المكاسب الفنية والإنسانية أيضًا فى هذا الفيلم، وفى تقديرى الشخصى فإن أول هذه المكاسب تتمثل فى عودة الأفلام الكوميدية لصدارة شباك الإيرادات، بعد أن استحوذت نوعية أفلام «الأكشن» على موقع الصدارة فى صناعة السينما خلال السنوات الأخيرة، فبمجرد طرح فيلم «الإنس والنمس» استطاع أن يتصدر الإيرادات اليومية متخطيًا الأفلام المعروضة فى نفس التوقيت فى العديد من دور العرض السينمائية، واستعاد محمد هنيدى بهذا الفيلم مكانته ونجوميته كونه واحدا من أهم نجوم الكوميديا فى مصر، خاصة أنه كان قد تعرض لحالة إخفاق كبيرة فى آخر أفلامه «عنترة ابن ابن ابن ابن شداد»، الذى قدمه منذ عدة سنوات حيث لم يتمكن من تحقيق إيرادات سوى 7 ملايين جنيه فقط فى دور العرض السينمائية، وهو الرقم الأقل على الإطلاق فى مسيرة هنيدى السينمائية، والحق يقال كان للمخرج الكبير شريف عرفة مجهوداته الواضحة من خلال إدارته جميع العناصر الفنية بحرفية وذكاء فنى، فشريف عرفة له أسلوب وتكنيك خاص فى إدارة العمل كونه يمثل مدرسة خاصة فى أصول الفن إلى جانب حرصه التام على جودة الرؤية البصرية والحالة السمعية، فقد منح فى الفيلم مساحات عالية لكافة العناصر الفنية منها الموسيقى التصويرية والمونتاج والملابس والديكور والجرافيك الذى تم تنفيذه على مستوى رفيع من الحرفية ليجعلنا نشاهد فيلمًا يمتلك مقومات العالمية. وفى قائمة الأفضل سينمائيا هذا العام يأتى فيلم النجم كريم عبد العزيز "البعض لا يذهب للمأذون مرتين"، وقد حقق رقما لا بأس به فى شباك التذاكر، إذ بلغت إيراداته 43 مليون جنيه، واستطاع النجم كريم عبد العزيز تقديم نفسه لمشاهدى الفيلم بشكل قوى مما جعل مهمته فى توصيل الفكرة أمرا فى غاية السهولة وخاصة فى رسم ملامح العلاقة الفاترة التى تربطه بزوجته التى جسدت شخصيتها دينا الشربينى وهى شخصية الدكتورة ثريا الببلاوى خبيرة العلاقات الزوجية وهى فى الحقيقة إنسانة فاشلة وبالتالى فإن هذا الفشل ينعكس وبشكل مباشر على بيتها الذى يبدو وبشكل كبير أنه بيت هش وضعيف وقابل للانهيار عند أول منعطف، ولا ننكر أن الفيلم ناقش قضية اجتماعية شديدة الأهمية .

أما فى قائمة الأسوأ فحدث ولا حرج، هناك عدة أفلام غزت شاشة السينما تستحق أن تتصدر القائمة، ولعل أبرزها فيلم "ثانية واحدة" للفنانة دينا الشربينى ومصطفى خاطر، وأحمد الفيشاوى وبيومى فؤاد، ومن إخراج أكرم فريد فقد جاء الفيلم دون المستوى، ولم يحقق أى رد فعل جماهيرى أو نقدى، كما إن إيراداته بلغت 3 ملايين جنيه فقط، ولم يهتم الجمهور بكوميديا مصطفى خاطر الباهتة أو بحدوتة الفيلم التى تدور فى إطار رومانسى كوميدى حول شاب يتعرف على فتاة ويتسبب لها فى الكثير من المشاكل، ثم يتعرض لحادث يقلب حياته، وكذلك ينضم للقائمة السوداء فيلم "أحمد نوتردام" لرامز جلال وغادة عادل وخالد الصاوى وحمدى الميرغنى، ورغم أن الفيلم حقق 19 مليون جنيه فإنه لم يحظ بأى احتفاء من جانب النقاد على الإطلاق، ولم تكن قصته التى تدور حول مجموعة من جرائم القتل والاختطاف من قبل قاتل مجهول، وظهر رامز فى الفيلم كعادته بلا أى حضور أو كاريزما حيث نراه يفتعل نفس حركاته التى اعتاد عليها سواء فى السينما أو فى البرامج والتى لم تعد تشد انتباه المشاهدين من فرط تفاهتها. وهناك أفلام تم عرضها خلال العام ٢٠٢١ وكأنها لم تعرض أصلاً حيث لم يشعر بها الجمهور ومنها "فرق خبرة" لهدى المفتى ومحمد الشرنوبى، وإخراج شريف نجيب، والذى حقق إيرادات لم تتجاوز مليونى جنيه، نظرا لعدم وجود نجوم فى العمل الذى يدور حول شاب رومانسى يخوض رحلة مفاجئة يكتشف فيها الحياة والحب والعلاقات البشرية عندما تدفعه مقابلة غير مخطط لها مع سلمى، إلى خوض مغامرة والهروب من مشاكله العائلية، وفشل الفيلم فى دور العرض، وأيضا فيلم "30 مارس" بطولة أحمد الفيشاوى ودينا الشربينى والذى لم يحقق سوى مليون جنيه ونصف المليون فى شباك التذاكر. وشهد عام 2021 تجارب مختلفة منها فيلم "200 جنيه" للمخرج محمد أمين والذى ضم مجموعة كبيرة من النجوم كضيوف شرف منهم أحمد السقا وإسعاد يونس وهانى رمزى وأحمد رزق وغيرهم وتم الترويج له بشكل كبير، لكنه لم يحقق نجاحا أو رد فعل فى شباك التذاكر، حيث بلغت إيراداته 8 ملايين جنيه فقط رغم أنه تم الترويج له من خلال حملة دعاية كبيرة، لكن العمل لم يحظ أيضا بأى رد فعل من النقاد ووجهت له اتهامات بسرقة القصة من فيلم "5 جنيه" الذى تم إنتاجه وعرضه فى الأربعينيات .. وخلال العام حققت تجارب سينمائية أخرى مثل "موسى" بطولة كريم محمود عبد العزيز وإياد نصار، وإخراج بيتر ميمى، نجاحاً يذكر على مستوى الإيرادات إذ حقق الفيلم 17 مليونا، وحقق فيلم "ماكو" بطولة نيقولا معوض وبسمة وفريال يوسف 16 مليونا وبلغت إيرادات فيلم "عروستى" لجميلة عوض وأحمد حاتم 12 مليون جنيه و"وقفة رجالة" بطولة ماجد الكدوانى وسيد رجب وبيومى فؤاد من إخراج أحمد الجندى والذى تدور أحداثه فى قالب كوميدى حول مجموعة من الأصدقاء الذين يجتمعون بعد سنوات لمساعدة أحدهم فى الخروج من أزمة نفسية لوفاة زوجته وتتطوّر الأحداث فتقودهم للسفر إلى إحدى المدن الساحلية، وفيلم "المحكمة" بطولة غادة عادل وفتحى عبد الوهاب وهو من نوعية الأعمال التى تدور فى إطار اليوم الواحد حول مجموعة من القضايا التى تقع أحداثها داخل المحكمة، وحقق الفيلم 4 ملايين جنيه، ولازال عرضه مستمرا فى السينمات.

وعلى الرغم من أن صناعة السينما خلال عام ٢٠٢١ لم تكن على ما يجب أن تكون عليه من حيث الكم والكيف فإننى على أمل أن يكون عام 2022 الذى بات على الأبواب أكثر حظا ونشاهد أفلاما سينمائية أكثر من حيث العدد ومن حيث المستوى أيضاً .